جدة الحبيبة ومدن أخرى
سهëكنل 1 لًü 1
جدة الحبيبة ومدن أخرى
لًü زائر 2008-03-22, 12:23
نعم! إنها عروس البحر الأحمر، منذ أن بدأ التخطيط لها وحتى أصبحت "عجوزاً"! ولكن ستبقى هي جدة الحبيبة، وعلى رغم ما وصفها الأستاذ عبد الله العلمي في مقالته الأسبوع الماضي، التي تألم فيها من وضعها الحالي، وقد نتفق كثيراً أو نختلف مع العلمي، ولكن يبقى محورا الاختلاف والاتفاق (المصلحة العامة)، مصلحة "جدة"، فمعاول الهدم والبناء يمكن أن تجتمع في مكان واحد، ويبقى المحك في الرؤية الثاقبة والفكر الإبداعي! وليسمح لي أستاذي العلمي، أن أرى (جدة) بعين أخرى ربما توصلني إلى نتيجة أخرى أكثر إيجابية، فعلى رغم أني لست من هواة (البكاء على الأطلال)، لكني أرى التاريخ دائماً مفتاحاً للحاضر والمستقبل، وحال (جدة) في بدايات تأسيسها، لم يكن بالأفضل.
جدة التي قرأت عنها يوماً، منذ بناء سور حولها أيام العثمانيين، على يد حسين الكردي ليحصن جدة من هجمات البرتغاليين، وكان لذلك السور بابان، واحد من جهة مكة المكرمة والآخر من جهة البحر، ثم توسعت أيام الأشراف وفتح لها ستة أبواب وهي باب مكة، باب المدينة، باب شريف، باب جديد، باب البنط، وباب الصبة، وقد اكتسبت الأحياء القديمة حسب موقعها الجغرافي داخل المدينة أو شهرتها بالأحداث التي مرت بها وهي حارة المظلوم وسميت نسبة لعبد الكريم البرزنجي وكان بها دار آل قابل، وحارة الشام وبها دار الزاهد، وحارة اليمن وبها دار آل نصيف ودار الجمجوم، وحارة البحر وبها دار آل رضوان المعروفة ذلك الوقت برضوان البحر، وحارة الكرنتينه تقع جنوبي جدة وكانت مواجهة للميناء البحري القديم وكان دخول الحجاج القادمين بحرا عن طريقها.
أما مدينة جدة في وضعها الحالي، هي نتاج المشروع الحضاري والتنموي للعهد السعودي، وآخرها عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله، الذي قرر التوسع شمالا، وبالتخطيط الرائع مع أمين مدينة جدة المهندس محمد سعيد فارسي طيب السيرة والعمل، انطلقت العمران من الرويس جنوباً وحتى نهاية درة العروس في أبحر ومن حي خزام وحتى كيلو 14 قرب مخطط الأمير فواز.
ولكن، كما يعرف الكثيرون، هذه التوسعة العظيمة تركت دون صيانة، فعاشت جدة فترة طويلة على (أمجاد) ماضية، وتأثرت مخصصاتها كثيراً، مثلها غيرها من المدن الرئيسة، في ميزانيات الدولة خلال السنوات الماضية التي عصفت بها أسعار النفط بالإيرادات السعودية إلى حد التقشف، وكانت نتيجة حتمية أن تصاب "العروس" بأمراض الشيخوخة!
لكن (جدة) متفائلة كثيراً وأهلها (الجداويون) يرقبون بعيون ساهرة التطور والتوسع في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وعهد أمير المنطقة (المتوثب) خالد الفيصل!
شخصياً، أتوقع أن مشروع التطور الجديد سيكون بالامتداد شمالا من منطقة أبحر وصولاً حتى حدود مدينة رابغ، ولكن بنموذج جديد للفكر الاقتصادي والاجتماعي للمدن الحديثة، وفي مقدمها مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وبجوارها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا!
منطقياً، هكذا يمكن النظر إلى مشروع المدن الاقتصادية، فمدينة الملك عبد الله الاقتصادية هي جزء من مشروع لتطوير جدة، ومدينة الملك عبد الله إلى عبد العزيز بن مساعد هي جزء من تطوير حائل، ومدينة المعرفة هي جزء من تطوير "طيبة الطيبة" وهكذا في جازان وتبوك، ويمكن أن يتزايد عدد المدن الاقتصادية الصغيرة التي يمكن أن تصل إلى عشرين، بحيث تكون تجمعا حضريا يشمل كل مقومات التنمية الاقتصادية، التجارية، الإنتاجية، الاجتماعية، والخدمية.
يعني ذلك أننا مقبلون على مشروع تنموي جديد للمدن السعودية بفكر ورؤية اقتصادية واجتماعية جديدة، فهي اقتصادياً ستعمل على زيادة معدل ناتج الدولة، ومعدلات النمو والتصدير، وجذب رؤوس الأموال المحليـة والخارجيـة، والوصول بالناتج التقني إلى أعلـى معـدلات ممكنة من الناتج الصناعي، وتنمية البنية المعلوماتية، بالاهتمام بالتعليم التخصصي، والبحوث العلمية التخصصية، والذي يستهدف تحسين مستوى المعيشة للمواطنين. أما على الجانب الاجتماعي، فهذه المدن ستنشئ مجتمعات بشرية جديدة وفق خبرات خاصة يمكنها من التعاطي مع النموذج الجديد.
ويمكن تفسير تحليلي السابق، بناءً على عدة تجارب، فالتجربة اليابانية مثلاً بدأت بإعادة صياغة أيدلوجية اجتماعية، بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، وتحولت فيما بعد إلى التزام وانتماء، ونجح اليابانيون في توفير أيد عاملة ذات قدرات تنافسية عالية، أدت إلى تقدم اليابان تقدماً متفرداً. والمنهج نفسه كان في ألمانيا التي استطاعت أن تنمي قدرة مواطنيها على التفرد بالجودة من خلال مدن صناعية، وفي الصين نجحت مدينة زونج شان، إحدى مدن مقاطعة جوانجزو! هذه النتائج المذهلة، كانت وراءها قوى عدة دافعة ومحفزة، في مقدمها: فكر تقدمي ورؤية اقتصادية واجتماعية، ونظام حديث للمجتمعات عمرانياً وبشرياً!
النظام الحديث لهذه المجتمعات، يقتضى أن يعيش الفرد في تجمعات أسرية اجتماعية واقتصادية فيها إثراء إنساني يودي في نهايته إلى إطلاق إبداع الإنتاج، ومما لا شك فيه أن الأسرة هي المكون الرئيسي لهيكل التنمية البشرية، ويلزم لتنميتها تطوير المجتمعات التي تعيش فيها، والذي بدوره يؤثر في النمط السلوكي للمواطنين، ويكسبهم خصائص السلوك الحضاري، وهو ما يحدث حينما ينتقل الفرد إلى مجتمع متحضر، هذا فضلاً عن الاهتمام بمستوى التعليم، وتحديث أدائه باعتبار أن البنية المعلوماتية هي أساس التحضر، أما إذا ما تناولنا التجمعات الأهلية النموذجية فهي تساعد القدرة البشرية الإبداعية، والتقنية، والإدارية، التي تدير وتستثمر ثروات المجتمع، وعليه فمن الضروري إعادة هيكلة هذه التجمعات، وإثراء قدرتها وتجويد أدائها وتطوره، بصفته القدرة الرئيسية على تنمية المجتمع.
هذا التصور السابق يمكننا رؤيته جلياً، في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية مثلاً، باعتباره النموذج السعودي الأول صاحب (السبق)، فالمدينة تقوم على إنشاء تجمعات بشرية عمرانية في هيئة مدن متخصصة، توفر فرصا لجذب استثمارات رؤوس الأموال الخارجية، من خلال تحديث البنية الهندسية والمعلوماتية، وزيادة معدلات النمو، وتحديث الخدمات من وسائل النقل والشحن والمواصلات والمطارات، وشبكات الطرق، وتوفير المرافق العامة الضرورية لعمليات الاستثمار، بأسعار تنافسية بهدف جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وبصفة خاصة الشركات العالمية، التي تستخدم التكنولوجيات الحديثة.
أعتقد جازماً أن مجاورة جامعة الملك عبد الله للعلوم المتخصصة سوف تسهم في تخريج مصممين صناعيين متخصصين، في مجال تصميم المنتجات الإلكترونية، وآخر في تصميم المنتجات الصناعية والبتروكميائية، كل ذلك يؤدي إلى منظومة توافقية بين المصممين والباحثين العلميين، كل في مجاله كفريق عمل، حيث يستهدف الباحثون العلميون تطوير نقل واستخدام التقنيات، بينما يستهدف المصممون تطبيق هذه التقنيات في تصميم المنتجات الجديد.
ختاماً: إن إنشاء مجتمعات عمرانية وبشرية جديدة سيكون فرصة ذهبية للمجتمعات التي تأخرت برامج تنميتها في المناطق الحالية، ونستطيع الاستفادة من تطبيق تجربة هذا النظام في برامج تنمية جدة القديمة، ولعل ذلك يعوضنا عما فاتنا واللحاق بركب الحضارة الحديثة بين الدول النامية.
جدة التي قرأت عنها يوماً، منذ بناء سور حولها أيام العثمانيين، على يد حسين الكردي ليحصن جدة من هجمات البرتغاليين، وكان لذلك السور بابان، واحد من جهة مكة المكرمة والآخر من جهة البحر، ثم توسعت أيام الأشراف وفتح لها ستة أبواب وهي باب مكة، باب المدينة، باب شريف، باب جديد، باب البنط، وباب الصبة، وقد اكتسبت الأحياء القديمة حسب موقعها الجغرافي داخل المدينة أو شهرتها بالأحداث التي مرت بها وهي حارة المظلوم وسميت نسبة لعبد الكريم البرزنجي وكان بها دار آل قابل، وحارة الشام وبها دار الزاهد، وحارة اليمن وبها دار آل نصيف ودار الجمجوم، وحارة البحر وبها دار آل رضوان المعروفة ذلك الوقت برضوان البحر، وحارة الكرنتينه تقع جنوبي جدة وكانت مواجهة للميناء البحري القديم وكان دخول الحجاج القادمين بحرا عن طريقها.
أما مدينة جدة في وضعها الحالي، هي نتاج المشروع الحضاري والتنموي للعهد السعودي، وآخرها عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله، الذي قرر التوسع شمالا، وبالتخطيط الرائع مع أمين مدينة جدة المهندس محمد سعيد فارسي طيب السيرة والعمل، انطلقت العمران من الرويس جنوباً وحتى نهاية درة العروس في أبحر ومن حي خزام وحتى كيلو 14 قرب مخطط الأمير فواز.
ولكن، كما يعرف الكثيرون، هذه التوسعة العظيمة تركت دون صيانة، فعاشت جدة فترة طويلة على (أمجاد) ماضية، وتأثرت مخصصاتها كثيراً، مثلها غيرها من المدن الرئيسة، في ميزانيات الدولة خلال السنوات الماضية التي عصفت بها أسعار النفط بالإيرادات السعودية إلى حد التقشف، وكانت نتيجة حتمية أن تصاب "العروس" بأمراض الشيخوخة!
لكن (جدة) متفائلة كثيراً وأهلها (الجداويون) يرقبون بعيون ساهرة التطور والتوسع في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وعهد أمير المنطقة (المتوثب) خالد الفيصل!
شخصياً، أتوقع أن مشروع التطور الجديد سيكون بالامتداد شمالا من منطقة أبحر وصولاً حتى حدود مدينة رابغ، ولكن بنموذج جديد للفكر الاقتصادي والاجتماعي للمدن الحديثة، وفي مقدمها مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وبجوارها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا!
منطقياً، هكذا يمكن النظر إلى مشروع المدن الاقتصادية، فمدينة الملك عبد الله الاقتصادية هي جزء من مشروع لتطوير جدة، ومدينة الملك عبد الله إلى عبد العزيز بن مساعد هي جزء من تطوير حائل، ومدينة المعرفة هي جزء من تطوير "طيبة الطيبة" وهكذا في جازان وتبوك، ويمكن أن يتزايد عدد المدن الاقتصادية الصغيرة التي يمكن أن تصل إلى عشرين، بحيث تكون تجمعا حضريا يشمل كل مقومات التنمية الاقتصادية، التجارية، الإنتاجية، الاجتماعية، والخدمية.
يعني ذلك أننا مقبلون على مشروع تنموي جديد للمدن السعودية بفكر ورؤية اقتصادية واجتماعية جديدة، فهي اقتصادياً ستعمل على زيادة معدل ناتج الدولة، ومعدلات النمو والتصدير، وجذب رؤوس الأموال المحليـة والخارجيـة، والوصول بالناتج التقني إلى أعلـى معـدلات ممكنة من الناتج الصناعي، وتنمية البنية المعلوماتية، بالاهتمام بالتعليم التخصصي، والبحوث العلمية التخصصية، والذي يستهدف تحسين مستوى المعيشة للمواطنين. أما على الجانب الاجتماعي، فهذه المدن ستنشئ مجتمعات بشرية جديدة وفق خبرات خاصة يمكنها من التعاطي مع النموذج الجديد.
ويمكن تفسير تحليلي السابق، بناءً على عدة تجارب، فالتجربة اليابانية مثلاً بدأت بإعادة صياغة أيدلوجية اجتماعية، بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، وتحولت فيما بعد إلى التزام وانتماء، ونجح اليابانيون في توفير أيد عاملة ذات قدرات تنافسية عالية، أدت إلى تقدم اليابان تقدماً متفرداً. والمنهج نفسه كان في ألمانيا التي استطاعت أن تنمي قدرة مواطنيها على التفرد بالجودة من خلال مدن صناعية، وفي الصين نجحت مدينة زونج شان، إحدى مدن مقاطعة جوانجزو! هذه النتائج المذهلة، كانت وراءها قوى عدة دافعة ومحفزة، في مقدمها: فكر تقدمي ورؤية اقتصادية واجتماعية، ونظام حديث للمجتمعات عمرانياً وبشرياً!
النظام الحديث لهذه المجتمعات، يقتضى أن يعيش الفرد في تجمعات أسرية اجتماعية واقتصادية فيها إثراء إنساني يودي في نهايته إلى إطلاق إبداع الإنتاج، ومما لا شك فيه أن الأسرة هي المكون الرئيسي لهيكل التنمية البشرية، ويلزم لتنميتها تطوير المجتمعات التي تعيش فيها، والذي بدوره يؤثر في النمط السلوكي للمواطنين، ويكسبهم خصائص السلوك الحضاري، وهو ما يحدث حينما ينتقل الفرد إلى مجتمع متحضر، هذا فضلاً عن الاهتمام بمستوى التعليم، وتحديث أدائه باعتبار أن البنية المعلوماتية هي أساس التحضر، أما إذا ما تناولنا التجمعات الأهلية النموذجية فهي تساعد القدرة البشرية الإبداعية، والتقنية، والإدارية، التي تدير وتستثمر ثروات المجتمع، وعليه فمن الضروري إعادة هيكلة هذه التجمعات، وإثراء قدرتها وتجويد أدائها وتطوره، بصفته القدرة الرئيسية على تنمية المجتمع.
هذا التصور السابق يمكننا رؤيته جلياً، في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية مثلاً، باعتباره النموذج السعودي الأول صاحب (السبق)، فالمدينة تقوم على إنشاء تجمعات بشرية عمرانية في هيئة مدن متخصصة، توفر فرصا لجذب استثمارات رؤوس الأموال الخارجية، من خلال تحديث البنية الهندسية والمعلوماتية، وزيادة معدلات النمو، وتحديث الخدمات من وسائل النقل والشحن والمواصلات والمطارات، وشبكات الطرق، وتوفير المرافق العامة الضرورية لعمليات الاستثمار، بأسعار تنافسية بهدف جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وبصفة خاصة الشركات العالمية، التي تستخدم التكنولوجيات الحديثة.
أعتقد جازماً أن مجاورة جامعة الملك عبد الله للعلوم المتخصصة سوف تسهم في تخريج مصممين صناعيين متخصصين، في مجال تصميم المنتجات الإلكترونية، وآخر في تصميم المنتجات الصناعية والبتروكميائية، كل ذلك يؤدي إلى منظومة توافقية بين المصممين والباحثين العلميين، كل في مجاله كفريق عمل، حيث يستهدف الباحثون العلميون تطوير نقل واستخدام التقنيات، بينما يستهدف المصممون تطبيق هذه التقنيات في تصميم المنتجات الجديد.
ختاماً: إن إنشاء مجتمعات عمرانية وبشرية جديدة سيكون فرصة ذهبية للمجتمعات التي تأخرت برامج تنميتها في المناطق الحالية، ونستطيع الاستفادة من تطبيق تجربة هذا النظام في برامج تنمية جدة القديمة، ولعل ذلك يعوضنا عما فاتنا واللحاق بركب الحضارة الحديثة بين الدول النامية.
زائر- إًéَêفًôçٍ
زائر- إًéَêفًôçٍ
ءً: جدة الحبيبة ومدن أخرى
لًü زائر 2008-03-25, 11:04
مشكورين على المرور وأتمنى أن أكون قد أفدتكم
¸÷هé هًهîهٌملَèهك لًü ôïي/ôçي نمر المخواة َôéٍ 2008-03-27, 10:22, 1 ِïٌـ (ثüمïٍ ôçٍ هًهîهٌملَكلٍ : خطأ)
زائر- إًéَêفًôçٍ
زائر- إًéَêفًôçٍ
hyfdhyfs- الادارة
- ءٌéèىüٍ ىçيُىـôùي : 133
اىهٌïىçيكل هممٌلِقٍ : 16/03/2008
سهëكنل 1 لًü 1
ؤéêلéىلôل َلٍ َôçي êلôçمïٌكل لُôق
ؤهي ىًïٌهكôه يل لًليôقَهôه َôل بفىلôل لُôقٍ ôçٍ ؤ.سُوقôçَçٍ|
|
|